إنشاء 7 أساسي محور المدرسة الثلاثي الأول
الموضوع
مررت ذات يوم أمام مدرستك الإبتدائية فتذكرت أيامك فيها و استعدت موقفا طريفا حدث لك في رحابها.
حرر نصا تسرد فيه ما حدث و أثره في نفسك.
الإصلاح
ذات صباح, وجدت نفسي مارا أمام بوابة مدرستي الإبتدائية, تلك البوابة التي كانت ذات يوم مدخلا لعالم طفولتي السعيد. توقفت دون وعي, و كأنما قدمي تأبى الرحيل, تأملت ساحتها التي كانت تضج بالأصوات و الضحكات. شعرت بموجة من الحنين تجتاحني, و أخذت عيناي تتجولان في أرجاء المكان تبحثان عن بقايا الذكريات المخبأة في كل زاوية والتي كنت أحسبها قد خبت مع الزمن.
بينما كنت غارقا في تأملاتي, تسللت إلى ذهني حادثة طريفة لا تزال محفورة في ذاكرتي كأنها حدثت بالأمس. كان ذلك خلال حفل نهاية العام الدراسي, حين اختارتني معلمتي لألعب دور الأسد ملك الغابة في مسرحية مدرسية. شعرت يومها بفخر كبيرو شيء من التباهي بين أصدقائي. أعددت الزي بعناية فائقة بمساعدة والدتي, التي صممت لي قناع الأسد ببراعة جعلتني أشعر بأنني ملك بحق.
لكن, و بينما كنت واقفا على خشبة المسرح, و أمام عشرات الأعين المتطلعة, خانني لساني و نسيت النص الذي كنت قد حفظته جيدا. حاولت استرجاع الكلمات, إلا أن رهبة اللحظة أحكمت قبضتها على ذاكرتي. و بدلا من التزام الصمت أو الإعتراف بنسياني, قررت أن أطلق زئيرا مدويا, بدا عفويا إلى حد كبير.
ما حدث بعد ذلك كان مفاجئا, انفجر الجميع ضحكا, طلابا و معلمين. شعرت في البداية بإحراج كبير, لكن سرعان ما تبدد شعوري حينما انهالت علي عبارات التشجيع من أصدقائي و معلمتي. صار زئيري حديث المدرسة لأسابيع, و تحولت تلك اللحظة من موقف محرج إلى ذكرى مضحكة تحمل في طياتها الكثير من الدفء.
في ذلك اليوم, أدركت أن الأخطاء ليست دائما بابا للخجل, بل قد تكون بوابة لذكريات خالدة و دروس بليغة. علمني ذلك الموقف كيف أبتسم رغم الثغرات, و كيف أرى الجانب المشرق من كل موقف صعب.
مدرستي الإبتدائية لم تكن مجرد صرح تعليمي بل كانت مسرحا لصناعة الأحلام, و موطنا لذكريات لا تمحى. كلما مررت بها, عاد إلى قلبي دفء تلك الأيام البريئة, و حلقت روحي في فضاءات طفولتي التي أضاءت حياتي بألوان البهجة و النقاء.