يقدم موقع إمتحاناتي لتلاميذ السنة السابعة أساسي إنشاء مرفقة بالإصلاح حول محور الحي.
الموضوع
انتقلت للعيش في مدينة جديدة, لكن شعور الحنين إلى حيك القديم لم يفارقك. استرجعت ذكريات طفولتك و صباك التي قضيتها في ذلك المكان العزيز.
ارو ذلك و بين كيف ساهم العيش في حيك القديم في تشكيل شخصيتك.
التخطيط
1- وضع البداية
- التمهيد للموضوع: الإنتقال إلى مدينة جديدة و هو حدث يرمز إلى بداية فصل جديد في الحياة.
- تحديات الوضع الجديد: التكيف مع بيئة مختلفة ( أسلوب حياة و ثقافة جديدة ), الإبتعاد عن مكان مليء بالذكريات و العلاقات العاطفية العميقة.
- المشاعر الأولية: خليط من الحماس لاكتشاف المكان الجديد و الخوف من المجهول.
2- سياق التحول
- شعور الغربة في وسط بيئة غير مألوفة, فقدان الألفة و الراحة النفسية التي كانت موجودة في الحي القديم.
- الميل إلى المقارنة بين الحي القديم و المدينة الجديدة, الشعور بالحنين المتزايد للماضي و محاولة التكيف مع الحاضر.
- استرجاع الذكريات و تأثيرها: مواقف يومية في المدينة الجديدة تستدعي ذكريات مشابهة من الحي القديم, الشعور بقيمة اللحظات البسيطة التي كانت تعاش دون وعي بأهميتها آنذاك.
- ادراك أن الحي القديم لم يكن مجرد مكان بل كان مصدرا للقيم و المبادئ.
- التفكير في التأثيرات الإيجابية لتلك البيئة على شخصية الفرد, مثل التعاون, و الإحترام و البساطة.
- مواجهة مشاعر التردد بين التمسك بذكريات الحي القديم و السعي لتقبل الحياة الجديدة.
- استنتاج أن الحي القديم شكل أساس الهوية و الشخصية.
- الإعتراف بأن الماضي لا يمكن استعادته لكنه يظل مصدرا للإلهام و الدعم النفسي في مواجهة تحديات الحياة الجديدة في المدينة.
3- الخاتمة
- التأكيد على أهمية الحي القديم كجزء لا يتجزأ من الهوية و الشخصية.
- بقاء ذكريات الحي القديم مصدر إلهام و قوة رغم الإنتقال إلى مكان جديد.
- شعور الإمتنان لتلك التجربة التي صقلت الإنسان الذي أصبحت عليه.
التحرير
عندما انتقلت إلى مدينة جديدة, حملت معي آمالا كبيرة في رحابة هذا التغيير, و توقعات بأنني سأكتشف عالما جديدا يفتح أمامي أبواب الفرص. و مع ذلك, و رغم جمال المدينة الجديدة و ملامحها الحديثة, كان هناك شيء مفقود في داخلي, شيء كان يرافقني في كل خطوة, في كل لحظة, و في كل زاوية. كان هذا الشعور يتسلل إلي مع كل مشهد جديد و مع كل شارع أقطعه. إنه الحنين إلى حيي القديم, ذلك المكان الذي شهد طفولتي و أيام صباي, و الذي لطالما شعرت فيه بالراحة و الأمان.
المدينة الجديدة كانت مليئة بالحياة و الحركة, لكنني كنت أشعر بشيء من الغربة, ليس بسبب المكان, بل لأن قلبي كان لا يزال عالقا في شوارع الحي القديم و أزقته. أدركت أن الإنتقال لم يكن مجرد تغيير في المكان , بل كان تغييرا في جزء عميق من نفسي.
و مع مرور الأيام في هذه المدينة الجديدة, بدأت مشاعر الحنين تتسرب في كل زاوية من حياتي اليومية. ففي كل مرة كنت أستيقظ فيها صباحا على أصوات الشوارع المزدحمة و أرى وجوها غريبة, كنت أعود بالذاكرة إلى تلك اللحظات البسيطة في حيي القديم, حيث كانت الشوارع غير مكتظة و كان لكل زاوية فيها قصة و لكل ركن فيها ذكرى. كانت الذاكرة تعود بي إلى ضحكات أصدقائي التي تملأ الأرجاء, إلى أصوات الجيران الذين كنا نعتبرهم جزءا من أسرتنا الصغيرة, و إلى ألعاب الطفولة التي تجمعنا دون هموم أو متاعب.
لقد أدركت أن تأثير الحي القديم في تشكيل شخصيتي كان عميقا. فهناك, حيث عشت في مكان يجمع بين البساطة و الدفء, تعلمت أولى دروس الحياة. تعلمت معنى التعاون مع الجيران, فقد كنت أعيش في بيئة تشجع على الإحترام المتبادل, حيث كان كل فرد منا مسؤولا عن الآخر, و عندما كنا نواجه صعوبة, كنا نعلم أن الجميع سيقف إلى جانبنا, مثلما نقف نحن إلى جانبهم.
و مع تصاعد شعور الحنين, بدأت أرى تأثير تلك الذكريات في حياتي اليومية, و كأن الحي القديم أصبح مصدرا للإلهام. بدأت أدرك أنه رغم أنني ابتعدت عن هذا المكان, إلا أن قيمه كانت لا تزال حية في داخلي, تشكل مرجعي في مواجهة التحديات الجديدة. بدأت أستعيد دروس الصبر التي تعلمتها من جيراني الذين كانوا يتعاونون فيما بينهم و أستعيد دروس التواضع التي تعلمتها من تلك الوجوه البسيطة التي كانت تضيء الحي بابتسامتها.
أصبح الحي القديم في ذاكرتي ليس مجرد مكان للذكريات, بل هو مخزون من القيم التي ساعدتني على التكيف مع حياتي الجديدة. شعرت أنني قد حملت معي أكثر من مجرد ذكريات, بل حملت معي شحنة من الحكمة و التجارب التي كانت بمثابة مرشد لي في تحديات الحياة اليومية. أصبح بإمكاني أن أرى المدينة الجديدة من منظور أوسع, فالتغيير لم يعد مصدرا للغربة, بل أصبح فرصة لبناء روابط جديدة استنادا إلى القيم التي تعلمتها في الحي القديم.
اليوم, أدركت أن الحنين إلى الماضي ليس قيدا يعيق تطوري, بل هو مصدر قوة و حكمة تمكنني من تجاوز صعوبات الحياة. الحي القديم لم يكن مجرد جدران و أزقة, بل كان مهدا لتشكيل شخصيتي, و معينا لا ينضب من القيم التي ساعدتني على بناء حياة أفضل في مدينة جديدة.