سنة سادسة: إنتاج كتابي مرفق بالإصلاح في الثلاثي الثاني
الموضوع
خرجت في نزهة مع أصدقائك إلى الغابة
وفي الأثناء واجهت صعوبة فتدخل من ساعدك.
أسرد ما حصل مبينا الصعوبة التي واجهتك ناقلا ما انتابك من مشاعر الحيرة والخوف و ما آل إليه الأمر في النهاية.
إصلاح الإنتاج
في صباح يوم جميل, قررنا, أنا و أصدقائي أن نهرب من صخب الحياة اليومية و ضجيج المدينة إلى أحضان الطبيعة الساحرة. اتجهنا إلى الغابة حيث الهواء النقي و الجو الصافي البديع. كانت الأشجار الباسقة تمتد كأنها تعانق السماء, تغمرنا بالهدوء و السكون و قلوبنا تمتلئ حماسا و شغفا لخوض هذه المغامرة التي لطالما انتظرناها.
مع بداية الرحلة, كان كل شيء ينبض بالجمال. كنا تارة نضحك و تارة أخرى نلتقط الصور حتى قررت, بدافع الفضول, استكشاف أحد المسارات الفرعية التي بدت و كأنها تختبئ بين الأشجار. اعتقدت أنها لن تأخذ مني سوى دقائق قليلة, و لكنني كنت على موعد مع تجربة لن أنساها أبدا.
أخذت أخطو بحذر بين الأعشاب الكثيفة, مبهورا بجمال المكان, غير منتبه إلى المسافة التي قطعتها بعيدا عن أصدقائي. فجأة وجدت نفسي في منطقة معزولة حيث الأشجار متشابكة كأنها متاهة, و صوت الريح بات أكثر وضوحا بينما تلاشت أصوات أصدقائي. شعرت بالإرتباك فحاولت العودة أدراجي, لكن الطرق تشابهت و لم أعد أعرف الإتجاه الصحيح.
تملكتني الحيرة و شعرت بالخوف. كان صوت خطواتي عللى الأوراق الجافة يكسر الصمت بشكل مزعج. ازداد قلقي و توتري و بدأت أشعر بالإحباط.
في خضم هذا الإضطراب, سمعت صوتا يناديني من بعيد. كان الصوت يحمل دفئا و طمأنينة, و كأن بصيص أمل قد أضاء في ظلام مخاوفي. أسرعت بالرد, و صوتي يملؤه مزيج من الرجاء و الفرح. ظهر أحد أصدقائي و قد بدا عليه القلق على غيابي. شعرت براحة لا توصف, و كأن الحمل الثقيل الذي كان يرزح فوق صدري قد اختفى فجأة.
قادني صديقي إلى المجموعة, حيث استقبلوني بوجوه مشرقة و عيون مليئة بالإطمئنان. تلك اللحظة علمتني درسا عميقا عن أهمية التكاتف و البقاء ضمن المجموعة في مثل هذه المغامرات, و عن قيمة الصداقة التي تتجلى في أصعب اللحظات.
عدنا إلى منازلنا و نحن نحمل معنا ذكريات لا تنسى, و أدركت أن هذه التجربة رغم ما حملته من خوف, كانت فرصة لاكتشاف قوة الصداقة و أهمية الحذر.