إنشاء محور المدينة و الريف مع الإصلاح 8 أساسي

 إنشاء 8 أساسي محور المدينة و الريف مع الإصلاح

يقدم موقع إمتحاناتي مواضيع إنشاء للثامنة أساسي في الثلاثي الأول مع الإصلاح.

الموضوع

استضافك صديقك في منزله بإحدى القرى, و رافقك في جولة بين الحقول و المزارع, فأبهرك جمال المشهد و أدهشك نشاط الفلاحين و أعجبك ما يتحلون به من حسن الخلق و كرم الضيافة.

حرر فقرة تصف فيها ما شاهدت و تبرز أثر ذلك في نفسك.

إنشاء محور المدينة و الريف مع الإصلاح 8 أساسي


الإصلاح

لطالما جذبني سحر القرى و هدوئها, ففي كل مرة أزور فيها الريف أشعر بأنني أعود إلى جذوري و أستعيد طاقتي. و في هذه المرة كان اللقاء مع الطبيعة أكثر خصوصية, حيث استضافني صديقي في قريته البعيدة  و دعاني إلى جولة في أحضان الطبيعة الخلابة.

امتدت أمامي لوحة فنية فاتنة, حيث تلاقت ألوان الأخضر الزاهي للحقول مع زرقة السماء الصافية. كانت الشمس تشرق من خلف الجبال, فتلقي بأشعتها الذهبية على المنازل الطينية التي تنتشر في أرجاء القرية. نسائم الهواء العليل تحمل معها رائحة التراب الرطب و الأزهار البرية. و أعجب ما يروق لي في هذه الجنة الزاهرة منظر المياه المتدفقة التي تدور حول الأشجار كأنها عقود و قلائد, و تنثني في تدفقها و تتلوى في سيرها كما تتلوى الحيات المذعورة الهائمة على وجهها, ثم تتلاقى أطرافها, فتكون بركا صغيرة مستديرة يحف بها العشب الأخضر, كما تحف الأهداب بالعيون.

صعدنا فوق تلة فتجلى أمامنا منظر الشمس ساعة الأصيل و قد تعلق قرصها, متوهجا كاللهب الأحمر, ينثر تبره في الفضاء و يرسل أنواره على أعالي الأشجار, فتتساقط من بين الأوراق و الأغصان كأنها الدنانير المبعثرة و يستحيل الزهر, في سكون ذلك الجو أحجارا جامدة و جواهر كريمة من الزمرد و الزبرجد و الياقوت و الفيروز.

هنا حياة حرة طليقة, و جو مفتوح, و هواء جديد, لم تفسده الحضارة بدخانها و غازاتها و سمومها, و لم تحبسه الأبنية الشامخة و لم تحجزه الحيطان الأربعة, تتجدد النفس بتجدده و تمتلئ نشاطا من نشاطه.

مررنا بجانب ضيعة كبيرة  فرأينا مجموعة من الفلاحين يعملون بكد فأخذنا نرقبهم و هم يحرثون و يزرعون. فترى أحدهم يتناول الرفش أو المعول أو يمسك بالفأس فيضرب بها الأرض في قوة و عزم و تلمح آخر يمسك بالمحراث و عيناه تلمعان و صدره يعلو و يهبط و أمامه ثوراه الجلودان الأمينان و تحت رجله تربة أرضه اللدنة السخية, و في صدره أنفاسها و أنفاس أعشابها و أزهارها, و في أذنيه ترانيم العصافير المرفرفة على أفنان أشجارها. كان هؤلاء الفلاحون يتفننون في إصلاح أرضهم فلم يتركوا بقعة جدبة و لا أرضا صلبة إلا و أحيوا مواتها فاستحالت ضيعتهم روضة من رياض الجنة تفيض أزهارا و ثمارا و تسيل عيونا و غدرانا.

لقد أدهشني نشاط الفلاحين الدؤوب و تعجبت من القوة التي يمتلكونها و هم يحملون أدوات الزراعة الثقيلة و يعملون دون كلل أو ملل. و ما زاد إعجابي بهم هو حسن خلقهم و كرم ضيافتهم, فإذا طرقهم غريب لا يوصدون أبوابهم في وجهه, و لا يعطونه اللقمة بيمينهم, و يسارهم ممدودة إلى كيسه بل يكرمونه و يستقبلونه بوجوه بشوشة و قلوب مفتوحة.

لقد كانت هذه الزيارة بمثابة استراحة من صخب المدينة و ضغوط الحياة اليومية, و قد علمتني قيمة العمل الجاد و الإجتهاد و ألهمتني بالبساطة و الرضا. و أدركت أن السعادة الحقيقية تكمن في الأشياء البسيطة و في التواصل مع الطبيعة.





 

تعليقات