فرض تأليفي عدد 1 في الإنشاء 8 أساسي محور الطبيعة
الموضوع:
خرجت صحبة صديقك إلى الغاب فاستمتعتما بصفو الطبيعة و هدوئها و لكن سرعان ما تغير الطقس و هبت عاصفة هوجاء غيرت المشهد و سببت التوتر و الإضطراب.
صف المشهد الطبيعي في حالتي الهدوء و الإضطراب مبرزا أثر ذلك في نفسك.
الإصلاح:
كان صباحا مشرقا حين خرجت مع صديقي إلى الغابة, تلك الجنة الخضراء التي تنبض بالحياة و الجمال. بدت الطبيعة في أجمل حللها و كأنها تهمس لنا بدعوة للسلام و التأمل. امتدت الأشجار الباسقة كأنها تحرس هذا المكان السحري, تتدلى من أغصانها أوراق خضراء يرقص عليها الضوء المتسلل من بين الأغصان. كانت العصافير تشدو بألحان بديعة, و كأنها جوقة تحتفل بعظمة الخالق. أما جدول الماء, فقد كان يتهادى بصوت خافت, يعزف سيمفونية هادئة تنسجم مع عبق الزهور البرية المنتشر في الأرجاء. شعرنا و كأن الزمن قد توقف و غمرتنا سكينة طاهرة ملأت النفس طمأنينة و رضا.
لكن, ما إن مضى وقت قصير حتى انقلب المشهد رأسا على عقب. تجمعت الغيوم القاتمة في الأفق, متزاحمة كأنها جنود تستعد لمعركة. فجأة, هبت ريح عاصفة, تعصف بكل ما حولها. ارتجفت الأشجار بعنف, و بدأت أوراقها تتطاير في كل اتجاه, و كأنها تعلن عن انسحابها من هذا الميدان. كان الرعد يقصف في السماء, يتبعه البرق الذي مزق السحاب بضوء يخطف الأبصار. حل الظلام بسرعة و اختفى الهدوء الساحر تحت وطأة هدير العاصفة التي نشرت في النفس رهبة عميقة.
زاد هدير العاصفة من توتري و امتلأت نفسي بمزيج من الخوف و الدهشة فقد أظهرت الطبيعة وجهها الآخر, قوة لا تقهر, و جبروت يفرض الخشوع. شعرت بضعفي و عجزي أمام هذا المشهد, و أيقنت أن الإنسان, مهما بلغ من قدرة, ليس إلا جزءا صغيرا في هذا الكون الهائل. ازداد يقيني بضعف الإنسان أمام عظمة الخالق و أدركت أن الجمال و القوة يمكن أن يتواجدا في صورة واحدة.
عندما هدأت العاصفة و عاد السكون شيئا فشيئا, بدت الغابة و كأنها تلتقط أنفاسها بعد معركة ضارية. عدنا إلى الطريق بخطى بطيئة, و قد أثرت التجربة في أعماقي بشكل لا يمكن وصفه. أدركت أن الطبيعة ليست بمجرد شيء نراه و نسمعه, بل تجربة تلمس الروح و تعيد تشكيل نظرتنا للحياة و درس عميق في التغير و الصمود و الجمال.