إنشاء حول محور تونس الجميلة ( السنة السابعة أساسي )
يقدم موقع إمتحاناتي موضوع للتحرير حول محور تونس الجميلة بالإضافة إلى مقترح إصلاح.
الموضوع
زرت في إحدى المناسبات معلما من معالم تونس التاريخية, فانبهرت بما جسده المعلم من مظاهر توحي بعراقة بلادك و مجدها.
قص ذلك, مبرزا مظاهر البراعة في المعلم و الأثر الذي خلقته الزيارة في نفسك.
التحرير
لطالما كانت تونس بلادا غنية بالتاريخ و الحضارة, فكل حجر فيها يروي قصة, و كل شارع يشهد على إرث عريق. و من بين المعالم التاريخية التي زرتها في إحدى الرحلات المدرسية, كان هناك معلم فريد من نوعه أثار إنبهاري و مشاعري. و هو قصر الجم, ذلك المسرح الروماني العريق الذي يقع في مدينة الجم التونسية.
وقف قصر الجم شامخا أمامي, شاهدا على عبقرية الهندسة المعمارية الرومانية. أعجبتني دقة بنائه بإستخدام الحجر الرملي وأذهلني تصميمه الفريد من نوعه حيث تزينه الأعمدة الضخمة و الزخارف المتقنة و كأن فنانا ماهرا قد نحتها من صخر الزمن. كان المدرج هو الجزء الأكثر إثارة للإعجاب في قصر الجم. تخيلت كيف كان هذا المكان يمتلئ بالجماهير لمشاهدة العروض و المسابقات. زينت جدران القصر بالعديد من النقوش و الرسومات التي تصورمشاهد من الحياة الرومانية. ساعدتني هذ النقوش على فهم ثقافة الرومان بشكل أفضل.
بمجرد عبور عتبة قصر الجم, تشعر و كأنك قد دخلت إلى عالم آخر, عالم من التاريخ و المجد و الجمال. يملأ المكان شعور غريب يمزج بين رهبة الماضي و عظمة الحاضر, بينما تتراقص أشعة الشمس على أحجار القصر الذهبية, حاملة معها حكايات حضارة عريقة.
يقع قصر الجم في مكان جميل, حيث يحيط به البحر من ثلاث جهات. هذا الموقع أضفى على القصر سحرا خاصا. من أعلى مدرج القصر, يمكن الإستمتاع بإطلالة رائعة على مدينة الجم و البحر. عند زيارة هذا المعلم التاريخي تشعر و كأنك سافرت عبر الزمن و عدت إلى زمن الرومان.
جلس أصدقائي على المدرجات يصيبون قسطا من الراحة و يستمتعون بجمال المنظر و بنسائمه العليلة, و رحت أطوف بهذا المعلم الضخم المحكم الهندسة و التصميم, أتأمل جمال هذا الإنجاز و أتساءل كيف أمكن إنجاز هذا البناء العظيم دون آلات متطورة و كيف إستطاع هذا المعلم أن يصمد قرونا عديدة أمام سطوة الزمن. إن عملا كهذا لا يمكن أن يصدر إلا عن أناس لم تشغلهم حاجة البقاء عن الإعتناء بالجمال, فجمعوا بينهما في هذا العمل الفني الرائع.
حان وقت الرحيل, و كنت أنا آخر من غادر المكان. و لكم تمنيت أن نظل فيه وقتا أطول لأستكشف أسراره الخفية.
تركت زيارة قصر الجم أثرا عميقا في نفسي إذ أنعشت في داخلي مشاعر الفخر و الإعتزاز ببلادي . لم تقتصر هذه الزيارة على مجرد جولة في موقع أثري عريق, بل كانت رحلة عبر الزمن أدركت من خلالها أن حضارة عريقة مثل الحضارة الرومانية قد تركت بصمة لا تمحى على مر العصور. ألهمتني زيارة هذا المعلم الأثري شعورا بالرهبة و التأثر و غمرتني برغبة عارمة في إستكشاف المزيد عن تاريخنا العربي. أدركت أن الماضي هو مفتاح المستقبل و أن علينا الإستفادة من تجارب الحضارات السابقة لبناء مستقبل أفضل.